بدأ مشروع نادي باريس سان جرمان الطموح منذ سنة 2011 بعد الاستحواذ عليه كاملاً من طرف جهاز قطر للاستثمار، ووضع السيد ناصر الخليفي على رأسه، محدداً اهداف النادي في التربع على عرش الكرة الفرنسية، و منافسة الاندية الاوربية الكبرى في منافسات دوري الابطال والحصول عليها للمرة الاولى. إدارة جديدة وتم معها تعيين مدير رياضي جديد تمثل في لاعب خط وسطها السابق البرازيلي ليوناردو. يقول مسؤول في النادي "يتعين علينا الآن دخول سوق الانتقالات بنظرة جديدة، فنحن مقبلون على صنع التاريخ لهذا النادي المؤسس سنة 1970". العبارات والأجوبة سأتخيلها من مسؤولي النادي في تفاعلهم مع إستغرباتي واسئلتي. تعاقد النادي مع الثلاثي الفرنسي ماتويدي وجاميرو وجيريمي مينيز، بالإضافة للأرجنتيني باستوري الذي يعد آنذاك من المواهب الصاعدة. "اربع صفقات دفعة واحدة!!" يجيبني احدهم "لا تستغرب فهناك المزيد، لازلنا في بداية المشوار، ثلاثة مواهب من الدوري المحلي، لانهم ابناء الدوري الفرنسي ويستطيعون التأقلم بسرعة، فالتأهل لأبطال اوروبا الموسم المقبل غايتنا. اما باستوري ايقونة الارجنتين فنريده رمزا واسطورة للنادي مستقبلا".
في ديسمبر 2011 تعاقد النادي مع المدرب الايطالي كارلو انشيلوتي، بدل المدرب انطوان كوباريه، وجعلوا منه اغلى مدرب في الدوري الفرنسي. لماذا اقدمتم على تغيير المدرب بهذه السرعة!؟ يجيبني من جديد احدهم " نحن مقبلون على المنافسة الاوروبية الموسم المقبل، ويحتاج النادي لمدرب عالمي، مدرب يستطيع التحكم في غرفة الملابس في ضل توافد النجوم الى النادي، كدت انسى ان اذكرك بالميزة الاهم، هناك نجوم كبار سيرغبون بالانضمام للفريق بمجرد علمهم بالمدرب الجديد، وسترى!!". تحرك النادي من جديد في سوق الانتقالات وضم كل من اليكس، وماكسويل، وتياغو موتا. "هل رأيت؟ لاعبين سابقين في البارسا وتشيلسي التحقوا بنا!! لايزال العديد من المفاجئات، فقط استمتع بما نصنع فالقادم افضل". نعم القادم افضل، 07 لاعبين ومدرب جديد في ضرف وجيز، النادي سقط في حفرة تحتوي على كنز، يكفي فقط استخراجه. لنشاهد ما وقع في نفس الموسم. لم يستطع النادي الظفر بلقب الدوري الذي كان من نصيب نادي مونبيليه، لكن باريس استطاع العودة الى بطولة دوري الابطال في الموسم الموالي 2012/2013.
في انتقالات صيف 2012 حدثت طفرة نوعية في التعاقدات، بعد تأهل النادي لدوري الابطال. يُتِمّ مسؤول النادي حديثه معي "مدرب محنك والمشاركة في دوري الابطال، عرض مغري لأي لاعب!! خصوصا اننا نملك المال الكافي لتغطية جميع النفقات". فعلا تعاقد النادي مع الايطالييْن فيراتي ولافيتزي والهولندي فان دير فيل و صخرة الدفاع البرازيلية تياغو سيلفا و مواطنه لوكاس مورا والسلطان السويدي زلاتان ابراهيمفيتش. يا إلهي ماذا يقع في بيت باريس، من اقنع كل هؤلاء!؟ 06 لاعبين من الطراز العالمي يلتحقون بنادي تأسس سنة 1970؟ يجيبني بسخرية مماثلة "ولأنك لا تفهم في كرة القدم شيئا سأضطر لتكرار ما قلته، منظومتنا في باريس جد مختلفة، لا تحسب هذا غرورا، فعندما نكون بعد بضع سنوات اسياد اوروبا ستستوعب كلامي، نحن في باريس لم نقم بتغيير كل شيء بسرعة كما لمحت اليه بعد تغيير المدرب، بل تدرجنا في خلق المنظومة الجديدة" كيف؟ "لاعبين محليين اولا، لاعبين شباب اجنبيين من الطراز المتوسط ثانيا، ثم مدرب ليس كغيره، مدرب متخصص في دوري الابطال، مدرب هادئ امام الصحافة... بعدها بدى كل شيء ممتع وسهل، السلطان التحق بنا واصبح رمزا في فرنسا كلها، قد لا تعلم ان معجم اللغة الفرنسية استفاد ايضا من هذه الصفقة، فقد تم اضافة فعل " zlataner " والذي يرمز في تعريفه الى القوة والاستحواذ ومجموعة من الصفات المتواجدة في الاعب السويدي. ولازال الدهر امامنا لنفاجئ العالم بالمزيد".
بدأت اقتنع بكلام المسؤول، صوت بداخلي يقول "تمهل" لا تقتنع قبل ان تقارن المجهود المبذول بالنتائج المحصل عليها، أما الكلام النظري فاتركه لغيرك. نعم، المجهود يكمن في جلب اكثر من 13 لاعبا جديدا " لأنني لم اذكر بعض اللاعبين تم شرائهم بأقل من خمسة ملايين يورو" في ظرف سنتين ومدرب ايطالي عالمي، اما النتائج فكانت في السنة الأولى ضمان التأهل لدوري الابطال، اما السنة الثانية فقد تمكن النادي من الفوز بلقب الدوري وبلوغ ربع النهائي من بطولة دوري الابطال والسقوط امام البارسا... الى حدود هذه الاسطر، صرف النادي اكثر من ربع مليون يورو في الانتقالات فقط، 107 مليون في موسم 2011-2012 و 150 مليون في موسم 2012-2013... اندية موناكو!! ليون!! مارسيليا!! كلها استطاعت تحقيق ضِعف ما حققه باريس، ولأنني مدريدي فذاكرتي مليئة بخيبات ومآسي تسببت بها هذه الاندية في دوري الابطال، ليون كان عقدة للريال!! كرات جونينهو البرازيلي كانت رصاصات في قلوبنا.. موناكو قامت بإقصائنا في نصف نهائي سنة 2004 بفضل لاعبنا السابق موريانتيس... لا لم اقتنع بعد ايها المسؤول بخطواتكم! 250 مليون لا تكفي عليكم بضخ بالمزيد!! لِما لا تشترون التاريخ والمجد بدل اللاعبين؟ يجيبني " لا نستطيع، لكن لن نفشل فنحن في بداية الطريق، ربع النهائي ليس أمرا سيئا، سنتدارك الموقف في المواسم المقبلة" اجيبه بدوري "تظنني استهزأ؟ التاريخ و المجد يجعلانك تنام ليلك في طمأنينة، دون التفكير في العرض المقدم للمدرب انشيلوتي من طرف الريال، ولا مضايقات البارسا التي تريد تياغو سيلفا".
تعليقات
إرسال تعليق