ركلتي جزاء!!! يقول متعاطف باريسي او مشجع مدريدي، كيف يعلن عنهما الحكم؟ أليس هذا ظلما؟
نعم صحيح! عادلتين ام لا! لا يهم، المهم في الامر ان ميسي نفد الاولى بنجاح ونفد نيمار الثانية بنجاح ايضا، ألا تتذكرون لاعبين كبار أضاعوا ركلات الجزاء في اوقات حاسمة؟ ليس لعدم خبرتهم وليس لافتقارهم لتقنيات التصويب، بل لعدم تحملهم للضغط النفسي الذي على عاتقهم. اذن كيف تحمل اللاّعبيْن ألكم الهائل من الضغط؛ ميسي!! لاعب لا يفهم في حياته الا كرة القدم، لا يتكلم ولا يحلم الا بالكرة، ولو كانت أُكلة لتغذى بها ايضا، فهل ركلة جزاء كهذه قد يضيعها بسهولة!؟ سيضيعها في حالة واحدة، ميسي لم يلعب جيدا في المبارة ككل، يعني أنْ يعاني منذ البداية وإنهار نفسيا قبل الركلة. لكن اللاعب كان في قمة مستواه، تحرك بدون كرة وفق خطة محكمة دخل بها انريكي اللقاء. اما ركلة نيمار الثانية، فاللاعب ابهر الجميع في اللقاء وكان في حالة نفسية جيدة، كان التأهل بالنسبة له مسألة وقت فقط. الركلة كانت في الدقيقة التسعين، وقبلها بثلاث دقائق احرز الهدف الرابع بتسديدة مباشرة لم يستطع حارس المرمى الوصول اليها قبل ان تدخل فما بالك بصدها. في برشلونة، ركلات الجزاء غالبا ما يتم إسناد تنفيذها الى ميسي، فنفذ الأولى ولم ينفذ الثانية، السر انه تيقن ان ركلة الجزاء يجب ان يسددها نيمار بعد هدفه الرابع، لأنه لن يلام لو أهدرها، عكس ميسي او آخرين لم يقدموا حجم ما قدمه نيمار، هذا العامل منح اللاعب البرازيلي راحة نفسية استطاع من خلالها احرازها بكل هدوء كأن التوقيت يشير الى بداية المقابلة او لاعب يتجاوز الثلاثين من عمره، استطاع بعد تجربة طويلة في الميادين احراز هدف وسط تلك الظروف.
فالأخطاء التحكيمية واردة في جل مباريات كرة القدم، ولن يستطيع اي حكم مهما بلغت إحترافيته او تركيزه الشديد إنهاء مبارة دون خطأ، فالحكم إنسان كما نحن، يحتكم في قراراته وفق ما يراه وما يشعر به، وأجمل ما في كرة القدم إنسانيتها، وإدخال التكنولوجيا في التحكيم قد يعكِّر حلاوتها. عند نهاية المبارة يتم تنقيط جميع المتداخلين (لاعبين، مدربين، حكام... ) في المباراة على عشرة، ولن تجد احدهم حصل على عشرة على عشرة في المباراة، فميسي رغم مميزاته واسطورته العظيمة لم يحصل على تنقيط 10/10 وإن حصل فلن يكون الا مجاملة لما قدمه ويقده، اما الحكام فلم ولن يحصلوا على الدرجة كاملة، فلم ترى الملاعب الاوروبية مثلا حكماً كالإيطالي كولينا، ورغم ذلك فقد نال نصيبه من الاستهجان والانتقاد فما بالك بالحصول على 10/10 في مباراة ما. الامر إذن يتعلق بقبول الهزيمة من عدمه، القبول بروح رياضية والاستفادة منها للمضي الى الامام، اما الرفض فيعني البحث عن مبررات الخسارة بعيدا عن لوم النادي والادارة.
عندما يتلقى فريق بحجم باريس سان جرمان 6 اهداف كاملة في مباراة واحدة، وثلاثة منها كانت في ظرف 7 دقائق، رغم تفوقه في الإياب بأربعة دون مقابل، فلن يستطيع الحكم التدخل فيها ولو افترضنا جدلا انه محبٌّ و عاشقٌ مجنون للبارسا، إلا في حالة واحدة؛ قام بتغيير بذلته التحكيمية، وارتدى قميص برشلونة ليلعب الفريق باثني عشر لاعبا، وأمر مساعديه بمساندته على الفريق الخصم. فللعودة للمباراة، الهدفين الاول والثاني كانا من خطأين دفاعيين، بل أن الثاني سُجل ضد مرماه بعد حركة فنية رائعة لإنيستا وسط ذهول او تراخي او لا اعلم ما حدث بالضبط لمدافعي نادي العاصمة باريس. الهدفين أعطيا النادي الكتالوني المزيد من الحماس والثقة، لان التأهل بات ممكنا، هدفين ايضا وسيحصلون على التعادل، فكي يكون الحكم منصفا مثلا في الشوط الاول، عليه الغاء احد الهدفين، غير ذلك فقد ارتفعت معنويات لاعبي البارسا. اما ركلة الجزاء الاولى التي تسبب فيها اللاعب توماس مونيير، إثر سقوطه معترضاً طريق نيمار الذي كان قريباً من الكرة، فلا يستطيع الحكم قراءة نوايا المدافع، لِيستنتج انَّ السقوط او الإنزلاق كان مقصودا ام أن الامر حدث رُغماً عنه، ليعلن في الاخير عن الركلة من نفيها، الحكم قام بتطبيق القانون لا اكثر وأعلن عن الركلة، فما يهمه هو ما يراه امام اعينه وليس ما تخفيه الصدور.
الى حدود هذه الاسطر في الجزء، البارسا تمكنت من تسجيل ثلاثة اهداف، السؤال!! اين باريس؟ لماذا كل ذاك الخوف في أعين ماتويدي وفيراتي وروبيو بعد ان كانوا اسودا في الذهاب؟ الجواب في القسم المخصص لباريس سان جرمان من المعجزة. المهم ان الريمونتادا حصلت في السبع دقائق الاخيرة من المباراة، الركلة المباشرة لنيمار في الزاوية التسعين، أيُ تركيز هذا من اللاعب الشاب، الحارس لا يملك إلا عينين يرى بهما الكرة تسكن الشباك، لا حول ولا قوة له فيما يحدث في مرماه. فكيف سيتذخّل الحَكم في الهدف؟ وفيراتي بخبرته مَنْ تَسبَّب في الخطأ!! الهدف الخامس وركلة سواريز!! تحدثت عنها من قبل في الجزء الرابع، اما الهدف السادس فلا غبار عليه، والهدف صحيح لسيرجيو روبيرتو. قد يقول البعض انّ الحكم تغاضى عن ركلتيْ جزاء لباريس سان جرمان، سأقول ان الحكم تغاضى عنهما أيضا لفائدة البارسا، الإعادة بالكاميرا ليس كالمشاهدة بالمباشر، والدخول في تفاصيل اللقاء يستوجب علينا الدخول ايضا في تفاصيل لقاء الذهاب، لِيسْتَبِين لنا انّ نادي العاصمة استحق فعلا الاهداف الاربعة المسجلة ام لا. في الاخير مِنَ الأجدر لنا ان نسأل كفاني عن انفراده بالحارس وأَهداه كرة سهلة تمكن من صدها، أليس ذاك الانفراد بهدف ومنعطف للقاء وإنهاء كل شيء؟ و ونسأل ديماريا عن تسرعه وإرسال الكرة خارج الملعب بعد الانفراد بالحارس كذالك؟ الجواب في الاجزاء الموالية.
تعليقات
إرسال تعليق