ريال مدريد و يوفينتوس في نهائي الابطال لموسم 2016/2017، لقاء انتظره عشاق المستديرة بشغف كبير، فالنادي الاول انتفض امام بايرن ميونيخ في الربع وامام أتلتيكو في النصف، اما الثاني فهو قاهر ميسي ورفقائه في الربع والمقصي لموناكو الطموح في النصف.. مسار كلا الفريقين يجعلنا ننتظر المباراة بحسابات متكافئة للطرفين، خصوصا انهما حسما لقبا الدوري المحلي.
تاريخ يوفينتوس الحافل هذا الموسم في الحفاظ على نظافة شباكه في البطولة، كان الميزة الابرز قبل بداية اللقاء، اما الهجوم فيجب عليه استغلال هفوة مدريدية او تمريرة ساحرة من ديبالا ليسكن الكرة في الشباك معلنا نادي تورينو بطلا للأبطال.. من جهته فالكل في ريال مدريد يتحدث عن العودة الساحرة لرونالدو في اللقاءات الاخيرة، ما جعله حاسما لمجمل المباريات، والجميع يأمل استمرارية اداءه للظفر بالكاس.. مهما حاول دفاع مدريد جاهدا في الحفاظ على شباكه، فما لم يتمكن هجومه من التسجيل يعد خطرا على النادي.
![]() |
رونالدو في نهائي دور الابطال 2016 |
انطلق اللقاء سريعا من طرف يوفينتوس وتمكنوا من السيطرة على المباراة، ابانوا عن علو كعبهم في وسط الميدان بالرسم التكتيكي 3-5-2 الذي يمنح الظهيرين داني الفيس وساندرو مهام اكثر في الوسط والهجوم.. فرغم افتتاح رونالدو النتيجة بالفرصة الوحيدة الحقيقية للتسجيل، فقد حافظ لاعبي اليغري على معنوياتهم.. حيث قام كل من بيانيتش وهجويين و مانزوكيتش بتسديدات قوية للمرمى تألق الحارس نافاس في صدها.. ولان الاصرار على بلوغ الهدف كان من اولويات اليوفي فقد اقتنص الكرواتي مانزوكيتش هدف التعادل بعد نصف مقصيه اسكنها الشباك، ولو ان الحارس نافاس يتحمل مسؤولية الهدف بخروجه المفرط، فجماليته أضافت للنهائي شيئا جديدا.. استمرت معاناة ريال مدريد طوال الشوط الاول خصوصا بعد التعادل الذي منح لاعبي اليوفي المزيد من الثقة.. الا انهم لم يتمكنوا من احراز هدف ثاني او ثالث يمحهم افضلية التقدم قبل استراحة ما بين الشوطين.. السر في لاعب الارتكاز وقاطع الكرات، البرازيلي كازيميرو الذي اخفى بريق الارجنتيني ديبالا، فلم تستطع السيدة العجوز صنع محاولات وفرص جادة لرأسي الحربة هيغوايين ومانزوكيتش.
انطلق الشوط الثاني من النهائي المثير على غير المتوقع، ريال مدريد يغزو الملعب طولا وعرضا كما لو كان اللقاء في بداياته، كما لو كان الامر يتعلق بلقاء في منتصف الموسم، على العكس في النصف الاخر من الملعب، عياء وعصبية وقلة الحيلة، خصوصا في وسط الميدان.. لاعبي الريال قاموا بالعديد من التسديدات من خارج منطقة الجزاء كما لو كانت تلك تعليمات من زيدان بعد ان استعصى عليهم اختراق الدفاع بالطرق التقليدية.. العاصفة انطلقت بقذيفة كازيميرو التي اخترقت الدفاع واستعصت على بوفون وهزت شباك اليوفي معلنتا تقدم الريال، الاخير لم ينتظر انتفاضة الخصم او ردة فعل شجاعة، بل تمكن القيصر موديرتش من اختراق الدفاع وتمرير عرضية جديدة لرونالدو الذي استغلها على اكمل وجه واحرز الثالث، اما الرابع والاخير فبنفس الطريقة واما ابطالها فهما الظهير مارسيلو والشاب اسينسيو..
انتهى اللقاء بأربعه اهداف للريال مقابل هدف وحيد لليوفي، معلنا :
- ريال مدريد بطلا للموسم الثاني على التوالي مع الفرنسي زيدان.
- رونالدو هداف البطولة بفارق هدف عن ميسي.
- الارجنتيني هيجوايين لا يفوز بالنهائيات ولا يظهر بالشكل المطلوب.
- ديبلا وبيانيتش لازالوا في بداياتهم ولا يستطيعون الحفاظ على نفس مستواهم طوال الموسم.
في نهاية فصول الريمونتادا، كان يجب البحث عن الريمونتادا الحقيقية في الموسم بأكمله، البحث عن الريمونتادا التي حققت الألقاب وادخلت الافراح في نفوس المشجعين، الريمونتادا التي حطمت الارقام القياسية وكتبت حروف صاحبها بحروف من ذهب في كتب التاريخ.. الريمونتادا الحقيقية لم ولن تكون سوى عودة لاعب ريال مدريد الاسطورة رونالدو في المباريات الاخيرة والحاسمة من الموسم، فقد كان بطل معظمها وتغنت به وسائل اعلام العدو قبل الحليف.. رونالدو الذي ظهر في الوقت المناسب من الموسم بثلاثياته وثنائياته من اجل الفوز بثنائية الدوري المحلي ودوري الابطال.
تعليقات
إرسال تعليق