ليلة الريمونتادا : ما بعد الريمونتادا... السقوط من القمة.

منْ كان يتصور ان المدرب، الذي أظهر خوفه من البارسا بعد تحقيقه الريمونتادا التاريخية، قبل حتى ان تضعهما القرعة وجها لوجه، ان يكون بطل معركة الاقصاء. السيد اليغري عَبّر عن قلقه بعد تأهل البارسا الى الربع، لكن ما رأيناه في مباراتيْ الذهاب والاياب قد  يضعنا امام فرضية تضليل الاعلام او ان ما قاله كان وسيلة من الوسائل التي ينهجها في حربه النفسية التي تسبق المباراة.

احتفال ديبالا بالهدف الاول امام برشلونة

فلنحاور -في قالب خيالي- المدرب الايطالي لنعلم منه سر ما حققه.. "سيد اليغري.. كيف كان شعورك عندما أوقعتك القرعة امام البارسا؟ لا تقم  بالتضليل فقد تأهلت، أسرد لنا التاريخ، اما المستقبل و مواجهتك لموناكو.. فانت حر في كيفية تعاطيك معهما!!" يبتسم ثم يجيب :

"حسنا، اثارت تصريحاتي بعد الريمونتادا الكثير من الانتقاد من جماهيري،  وعبروا عن قلقهم إبان ما أُحِّس به من خوف اوجُبن في ما لو وضعت القرعة البارسا في طريقنا نحو اللقب، وصراحة انا لم أكن خائفا ولا جبانا، عبرت فقط عن وجهة نظري، واحترمت انجاز نادي البارسا، ولم استثني اي فريق تأهل للربع النهائي في الخوف الذي عبرت عنه.. تصريحي كان سلاحاً ذو حذين، إن وضعتنا القرعة امام ميسي ورفاقه، فسيكونون سعداء بذلك لان تعبيري عن الخوف سيحفزهم للانقضاض على فريقي، وسيتعاملون مع المباراتين بنوع من الغرور والاستهانة خصوصا ان لقب 2015 كان على حسابنا،  اما ان وقعت البرسا امام فريق آخر، فرسالتي للأخير واضحة، لن تتأهل للنصف النهائي، فالبارسا تأهلت بعد عودة تاريخية".

أومئت برأسي  قبل مواصلة الحوار "هل يعني ان الامر لا يعدو تضليلا اعلاميا بل كنت خائفا حقاً من مواجهة البارسا" يضحك من جديد ثم قال:

اليغري مدرب نادي يوفينتوس

"نعم، كنت خائفا من المواجهة، خصوصا ان الجميع يتذكر خسارتي امام البارسا في مناسبتين، الاولى كانت ريمونتادا مع اسي ميلان.." يبتسم ثم يتم كلامه " المناسبة الثانية كانت مع فريقي الحالي يوفينتوس في نهائي الابطال 2015.. مم يجعل تخوف الجميع من الخسارة امام البارسا شبه منطقي".

استغرقت وقتا طويلا في استيعاب كلام المدرب اليغري، لان كرة القدم لا تعترف بالمنطق مهما حاولنا فرضه "انتم تمتلكون فريقا متكاملا في جميع  المراكز، وحارس مرمى مخضرم، دخلت الكرة شباكه مرتين فقط في البطولة.. اما البارسا فمستواه متذبذب، نتيجته امام باريس في الاياب سببها نتيجة كارثية في الذهاب.." يشاطرني الرأي بحركة رأسه:

"نعم نحن نملك كل مقومات عبور البارسا في الربع،  ولذلك تمكنا من حسم النتيجة في تورينو قبل التوجه الى الكامب نو.. غياب اللاعب بوسكيتش جعلنا نحتكر وسط الميدان واستغلال الفرص القليلة وترجمتها الى اهداف".

تناولت الكلمة من جديد "ثلاثة  اهداف مقابل لا شيء في الذهاب كانت اكثر من جيدة لليوفي،  لو كانت اربعة لكانت سيئة، ولو تمكنت البارسا من تسجيل هدف واحد لكانت سيئة ايضا" يستغرب من كلامي "لماذا!!" اجيب " لأن الفوز بالأربعة يجعلكم تحسون بجنون العظمة كما حدث مع باريس، لكان شِعاركم في مباراة الاياب الدفاع ثم الدفاع..  لَقُلتم ايضا انتهى الامر اصبحنا في النصف النهائي.. ولو تمكنت البارسا من تسجيل هدف واحد فقط، واصبحت 3-1 قبل موقعة الكامب نو، لأصبحوا الان في النصف النهائي.. لأن هدفين فقط يكفيان البارسا للتأهل، فمن استطاع فك شفرة دفاعكم وهز شباك بوفون مرة واحدة في تورينو يستطيع مضاعفة الحدث في ميدانه.. فما رأيك بكلامي؟ ثم هل قرأت تصريح لويس انريكي؟ لقد قال ان الريمونتادا امام اليوفي اسهل من تلك التي حصلت امام باريس!! ماذا يقصد بكلامه؟" تمعن بكلامي قبل ان بدئ تحليله :

مباراة يوفينتوس - برشلونة. ربع نهائي دوري ابطال اوروبا 2016-2017 

"تفسيرك لنتيجة الذهاب صحيح رغم  مقارنتك لنا بنادي باريس سان جرمان، فنحن فخر ايطاليا ولقبنا السيدة العجوز، ومهما كانت نتيجة الذهاب فحضضونا في الاياب واردة دائما.  فعلا فالنتيجة لم تكن تلك التي تجعلنا نغترّ، ولم تكن ايضا محفزتاً للاعبي البارسا.. اما بخصوص تصريح انريكي، بكل بساطة فحسابيا ثلاثة اهداف ليست كالأربعة، مما يجعل العودة امامنا أسهل من نظيرتها امام باريس، اما مقصود العبارة بالظبط من وجهتي نطري فكان يريد منها جذب الجماهير للملعب، فكان التصريح كتحذير لمن ينوي الغياب عنها، انريكي لن يلتمس عذرا لمن غاب عن الريمونتادا الثانية.. المهم هكذا بدت لي انا الامور.."

ايقاف المهاجم البرازيلي نيمار لثلاث مباريات، وحُكم المحكمة النّهائي تم اصداره قبل انطلاقة المباراة بساعة او ساعتين، كان اللاعبون يجرون عملية الاحماء وقت سماعهم بالخبر، ليتبادلوا الابتسامات بينهم كأن الامر يتعلق بنكتة من نكت بيكيه. العقوبة تعني غياب نيمار عن الكلاسيكو المنتظر في 23 من ابريل. نيمار لم يقدم المطلوب في مباراة الاياب، فهل تأثر بقرار المحكمة؟ وما سر ابتسامات اللاعبين؟ ارتسامات المدرب اليغري على وجهه توحي انه لا يملك اجابات كافية، رغم ذلك بدأ يتحدث:

الضحك بعص صدور قرار ضدك، يعني  عدم اعترافك به، ما فعله لاعبي البارسا يعني ان القرار كان مؤامرة في الاصل وان التهمة ملفقة لنيمار ليس إلا، الاعلام الكتالوني أبرز العديد من الحالات المشابهة لنيمار، لم يتحصل صاحبها على بطاقة حمراء فما بالك بالإيقاف، وما يرجح ايضا نظرية المؤامرة تلك توقيت صدور الحكم، فالكل يعلم قيمة نيمار في الفريق، فحُكم كهذا يتضمن عدم المشاركة في الكلاسيكو من شأنه زعزعة استقرار النادي الكتالوني في كلتا المنافستين، اقصد البطولة المحلية ودوري الابطال.. وما حصل في المباراة دليل على تأثر اللاعب بالقرار، فقد كان عصبيا ولم يستطع ابراز مواهبه امام الدفاع الا في فترات معدودة، لان نيمار يجب ان يسجل او يصنع كي  نشهد له بالاجتهاد.. بالعودة لابتسامة اللاعبين من جديد، فهناك لاعبين ومدربين كبار ابتسموا امام الحكام ضدا على قرارتهم.. مورينهو مع فريقه مانشستر يونايتد هذا الموسم كان دائم الابتسامة في وجه الحكّام، ليس استلطافا منه على قراراتهم، بل هي اشرس وسائل الاحتجاج ضدهم.. نحن نبتسم عندما لا نملك خيارا آخر، فالابتسامة تفقد الحَكَم والقاضي هيبتهم وسلطتهم، اما رافع الدعوة والمُتآمر فتفقدهم حلاوة النصر..

ايقاف ميسي مع المنتخب الارجنتيني لأربع مباريات، ثم ايقاف نيمار مع البارسا لثلاث!! شيء ما يحدث.. انتهت مباراة الاياب، لم تكن هناك عودة جديدة.. مباراة هجومية ظاهريا للبارسا، لكن الإحصائيات تفند ذاك الهجوم.. دفاع شجاع  وحسن تدبير للقاء منكم، انتهت بنتيجة سلبية، لم اتذكر صراحة منذ متى لم يتمكن البارسا من تسجيل هدف واحد في ملعبه، بعض الاصدقاء اكدوا لي انها لم تحدث منذ 2009 في مواجهة تشيلس.. اثار تصريح لكم بعد المباراة انتباهي، تقولون فيه "يوفينتوس العظيم فقط هو القادر على التأهل امام البارسا" فأنا يا سيد اليغري، لم اشاهد في حياتي يوفينتوس ضعيف، فهل هناك عظمة اخرى اكبر بعد ان اعتلى قمة الدوري الايطالي لسنوات متتالية بعد الهبوط العقابي الى الدرجة الثانية، والمنافسة في دوري الابطال رغم ضعف منافسيه في البطولة المحلية؟ بابتسامة التأهل يجيبني :

" تأهلت ريال مدريد يوم الثلاثاء على حساب بايرن ميونيخ، واصبح الجميع يتحدث عن الريال كونها الخصم القوي والمرعب للفرق المتأهلة الاخرى، وهو ما اعتبرته اهانة لفريقي، فصرّحت بتلك العبارة التي تفيد ان من اقصى نادي برشلونة يستحق لقب 'المرعب'، ولم تظهر في محيّانا الفرحة الهيستيرية بالتأهل، فاللقب غايتنا عكس البعض..  وليس من تأهل بهدفين من تسلل وطرد لاعب محوري للخصم"

شكرا سيد اليغري على الحوار الشيق.. وكوني  مشجعا لريال مدريد، اتمنى مواجهتك في النهائي هذا الموسم، لننتقم منك بعد اقصائنا في نسخة 2015 في دور نصف النهائي.. كما انتمى قدومك الموسم المقبل الى برشلونة كي  تُشعل المنافسة في الدوري مع زيدان و سيميوني.