بالعودة لفريق يوفينتوس، فهو يمتلك عقلية بطل اوروبا الآن، نظرة لاعبيه وتصريحاتهم توحي بشيء جديد في النادي هذا الموسم، ما ساعده على رفع طموحاته... فريق تم التجهيز له منذ سنوات من اجل حصد اللقب الاوروبي الغائب عن خزائن هذا النادي منذ سنة 1996، خصوصا ان النادي تمكن من الوصافة لأربع مرات في النسخة الحديثة من البطولة، كانت اخرها امام برشلونة سنة 2015.. يوفينتوس بعد النكسة المشهورة في التلاعب بنتائج المباريات والهبوط للدرجة الثانية، تمكن من العودة سريعا الى منصة التتويج على الصعيد المحلي وفرض هيمنته ونصب نفسه بطلا لإيطاليا قبل التوجه بخطى واثقة لغزو القارة العجوز..
![]() |
نادي يوفينتوس الايطالي |
النادي في دوري الابطال كان الفشل بالمرصاد لسنوات، وتم اقصائه من طرف العديد من الاندية في العديد من النسخ، بل ولم يتمكن من التأهل الى دور الثمن في نسخة 2013-2014 بعد ان احتل المركز الثالث في مجموعته، اما السقوط الابرز فكان امام بايرن ميونخ في دور ثمن نهائي النسخة الماضية 2015-2016 في مباراة دراماتيكية، كان بإمكانهم ختمها بالتأهل، خصوصا تقدمهم بنتيجة 2-0 الى حدود الدقيقة 73 في ملعب الخصم، تمكن البايرن من احراز التعادل في الدقيقة 90 وامتدت المباراة للأشواط الاضافية وقام البايرن بحسم التأهل بعد تسجيل هدفين آخرين.. في مواجهة اخرى بين الفريقين تمكن النادي البافاري من الفوز على السيدة العجوز ذهابا وايابا بنفس النتيجة 2-0. النادي لم يمتلك عقلية البطل كالتي في جعبتهم حاليا، فقد تغير كل شيء.. بعد الوصول للنهائي وخسارة اللقب امام البارسا، كانوا متأكدين من العودة.. ما حدث الموسم الماضي كان ردة فعل سلبية تسبب فيها انخفاض الحماس بعد الوصول للنهائي، كالسقوط من القمة.
السبيل نحو النهائي يبدو يسيرا بعد تخطي البارسا في الربع، فالفريق الموالي هو موناكو الفرنسي، فريق مليء باللاعبين الشباب، همهم الاول سطوع نجمهم في عالم المستديرة وليس الحصول على اللقب، ما بلغوه حاليا يعد لقبا.. فهم ممارسون في الدوري الفرنسي، والمجد لن يتحقق الا بالانتقال للدوري الاسباني او الانجليزي.. اما لاعبي اليوفي، فاغلبهم مخضرم يتمنى احراز اللقب الاوروبي الغالي قبل انهاء مسيرته، فابتداء من الحارس بوفون وصولا الى مانزوكيتش هيجوايين، نلاحظ انهم لاعبين كبار، لا يقتصر طموحهم في التأهل للنصف او النهائي، بل الفوز باللقب. تمكن النادي الايطالي من حسم التأهل بشكل كبير على حساب موناكو منذ مباراة الذهاب في مدينة موناكو بعد فوزه بهدفين دون مقابل. ورغم امتلاك النادي الفرنسي لمهاجمين كبار كمبابي وفالكاو، الا انهم لم يتمكنوا من احراز هدف وسط جماهيرهم، ما يبين صعوبة مهمتهم في لقاء العودة.
![]() |
ماكسي ميليانو اليغري مدرب يوفينتوس |
لقاء الاياب لم يخمل جديدا للجماهير المتابعة للبطولة، تمكن النادي الايطالي من حسم التأهل بعد احراز هدفين آخرين في مرمى موناكو.. الاخير بحماسه المعهود في البطولة حاول جاهدا العودة في الدور، تمكن زملاء فلكاو من احتكار الكرة في فترات متباينة من اللقاء والقيام بهجمات خطيرة، تمكن دفاع اليوفي ومعهم حارسهم المخضرم بوفون من التصدي لها.. يريدون من العالم ان يتذكر بسالة هجوهم امام اعتى الفرق الاوروبية.. فكان لهم ما ارادوا بعد تسجيل اليافع مبابي هدفا في مرمى بوفون وهو ما استعصى على كبار المستديرة امثال الارجنتيني ميسي.. تغنت الصحف العالمية بالهدف خصوصا وازداد معه اهتمام الاندية بضم اللاعب، خصوصا ريال مدريد في اسبانيا وقطبي مانشستر في انجلترا.. ارتفعت اسعار جل اللاعبين بعد المباراة، تقارير صحفية تشير ان ريال مدريد قدم عرضا بقيمة 103 مليون استرليني لموناكو من اجل ضم اللاعب..
ختاما لهذه المباراة، فقد تحقق هدف كل منهما، يوفينتوس كان همه الوحيد التأهل للنهائي من اجل الظفر بالكأس، اما موناكو فقد ارتفعت قيمة جل اللاعبين، ما يعطيه انطباعا ان المشروع الجديد للنادي تكلل بالنجاح، خصوصا بعد الفوز بالدوري المحلي وانهاء الهيمنة الباريسية. موناكو عليه الآن التفكير لما بعد الموسم الناجح؛ فأمامه خيارين كلاهما صعب.. الاول يتمثل في بيع اللاعبين المطلوبين من الاندية الاخرى واستقطاب آخرين من اجل تجديد دماء الفريق وملئ خزانة النادي بالأموال، ما يجعل النادي امام مخاطرة كبيرة من الناحية الفنية، فقد لا يتكرر هذا الجيل الا بعد سنوات عديدة ما يجعل الفوز بالبطولات امرا صعبا للغاية.. اما الخيار الثاني فيتمثل في الحفاظ على مرتكزات النادي اولها طبعا الشاب مبابي و لاعبي خط الوسط البرتغالي جواو موتينهو والفرنسي باكايوكو؛ وتكمن صعوبة الخيار في عدم ضمان استمرار اللاعبين على نفس مستواهم، مما يُمَكِّن النادي الحفاظ على خيار البيع بنفس الثمن المعروض حاليا او اكثر بعد سنتين او ثلاث، لان النادي مهما كان الامر لا يستطيع اجبار اللاعب على البقاء.. خصوصا ان اي لاعب في البطولة الفرنسية يطمح في اللعب في الدوريات الكبرى ومشاركات متتالية في دوري الابطال..
مهما كان خيار موناكو، فيجب عليه بناء فريق يستطيع منافسة باريس ومارسيليا وليون محليا، واول اجراء يجب على الادارة تفعيله هو بيع اللاعبين خارج الدوري المحلي مهما كان عرض باريس سان جرمان، فصفقة البيع بينهما تعد ضربة مزدوجة!! كالتي تلقت نابولي من اليوفي بعد انتقال هيجوايين.. فاللاعب قد لا يستحق 90 مليون لعدة اعتبارات اهمها عامل السن.. لكن اليوفي دفعت تلك الاموال لتحد من خطورة نابولي محليا.. والنتيجة اليوم!! اليوفي يفوز بالثنائية في انتظار نهائي دوري الابطال من اجل الثلاثية، ونابولي اقصي من دور الربع النهائي في دوري الابطال، ويحتل المرتبة الثالثة في الدوري.
تعليقات
إرسال تعليق